اغتيال المبحوح يعيد حمدي قنديل إلى الفضائيات

اغتيال المبحوح يعيد حمدي قنديل إلى الفضائيات

رشا عزب

3/13/2010 3:40:00 AM GMT







طوال عام وأكثر.. كانت شرطة دبي هي المؤسسة الأمنية العربية الأكثر شهرة. في البداية مع قضية مقتل سوزان تميم، وبعد ذلك مع قضية مقتل قيادي حماس الأشهر محمود المبحوح.. فالقضيتان وقعت أحداثهما في دبي.. الإمارة العربية المثيرة للجدل. وخلال عملية الكشف عن الجناة في القضيتين.. قدمت شرطة دبي معلومات أذهلت العالم، بالوثائق والمستندات والصور..

وربما كانت قضية مقتل المبحوح، هي التحدي الأكبر أمام قوة وإمكانات شرطة دبي.. لذلك سارعت أجهزة المؤسسة الشُرَطية في دبي بعرض كمٍّ مذهلٍ من التفاصيل والمعلومات عن هذه القضية؛ مما جعل أجهزة الشرطة في العالم، وعلى رأسها الإنتربول، تنتظر مستجدات ما سوف تعلنه شرطة دبي في قضية مقتل المبحوح.

وكان آخر ما كشفت عنه شرطة دبي، هو التفاصيل الكاملة عن الفرقة التي نفذت عملية مقتل المبحوح التابعة للموساد الإسرائيلي، والتي وصل عدد أفرادها إلى 27 متهمًا بعد تحليل مئات الآلاف من الأشرطة المسجلة، وكذلك متابعة نحو 300 سائق أجرة لمعرفة السيارات التي استخدمها المتهمون تحديدًا، بالإضافة الى مراجعة سجلات نحو 15 ألف أوروبي يزورون دبي يوميا، من ضمن 48 مليون مسافر يزورونها سنويا.

وعلى رأس شرطة دبي يجلس الفريق ضاحي خلفان، الذي سطع اسمه مع عمليات القتل التي هزت مدينته، ليعلن دائما بنفسه كل المعلومات التي تكشف عنها شرطة دبي.. وأبرز ما صرح به خلفان عن قضية المبحوح، كانت تصريحاته لجريدة الشرق الأوسط في عددها الصادر يوم 3 مارس الجاري، حين سخر من الطريقة التي تنكّر بها "عملاء الموساد". فقال "أعتقد أن الموساد يعيش خارج الزمن، بل إنه يعمل بطريقة تعود للوراء 20 عاما. فأسلوب وطريقة التنكر الذي قام به فريق الاغتيالات، أسلوب غبي وساذج. فلايزالون يتنكرون بطريقة لبس الباروكة. وهناك بعض المتهمين تنكر بارتداء ملابس تنس، بينما جسمه لا يساعد على مزاولة الرياضة أصلاً، فكان واضحا أنه يقوم بعمل مريب، خاصة أنه كان يجلس في الملعب طويلاً دون أن يبدأ في ممارسة اللعبة، كما أنه لا يجيد مسك مضرب التنس أساسًا".

ربما كانت أهمية هذا الرجل هي ما دعت حمدي قنديل أن تكون عودته إلى الفضائيات مقترنة بإجراء حوار معه، في هذه اللحظة بالذات.. فهو العائد مرة أخرى ببرنامج حواري على قناة دريم يحمل اسمه "مع حمدي قنديل"، في انطلاقة جديدة من نقطة ساخنة، وهي قضية مقتل قيادي حماس محمود المبحوح.. ليدور الحوار مع الفريق ضاحي خلفان رئيس جهاز شرطة دبي حول عدد من القضايا الشائكة التي تناولتها شرطة دبي خلال الفترة الماضية.

سأله حمدي قنديل عن انفتاح دبي الذي تسبب في تكرار حوادث القتل الكبيرة على أراضيها، فرد رئيس الشرطة، وقال: وضعُنا بين الدول جيد. فدولة الإمارات تحتل المرتبة رقم 8 في العالم. وهذا من التميز الأمني. وجريمة القتل منحصرة بالنسبة لدول آخرى غير منفتحة. أما قضية "المبحوح" فلها وضع خاص لأنه كان بلا حماية. والشرطة يمكنها منع وقوع الجريمة إذا كانت متوقعة. لكن المبحوح ليس معروفًا أو مطلوبًا. وبالتالي سافر كأي مواطن عادي. بالإضافة الى أنه سافر بجواز سفر يحمل اسمه كاملا ما عدا اسم العائلة. وحينما تقدم للسفر لم نجد اسمه ضمن الممنوعين من السفر، ولم نجد صورة تشير إلى أنه "المبحوح".

عاد حمدي قنديل، وسأله: أشرت إلى أن معلومات عن تحركات المبحوح نقلت للموساد من الدائرة المقربة. فهل هذه معلومات أم استنتاج؟ فردّ خلفان، وقال: هذه معلومات من المقربين له. وشخص سري أو عنصر من المخابرات بحماس. والدليل أنه في الوقت الماضي كان يتحرك بدون أن يكون معروفًا. وحينما بحثنا في قوائم السفر العام الماضي وجدنا أنهم كانوا يتابعونه.

ثم تطرق إلى الحديث عن أجهزة الموساد الإسرائيلي، فقال خلفان:" مع الأسف، إعلامنا العربي يجعل هناك هالة حول جهاز الموساد، بوصفه أنه جهاز غريب وعجيب، وأنه لا يُكتشف. رغم أنهم دبروا الجريمة بشيء عادي، ووضعوا لافتة "نرجو عدم الإزعاج" وظنوا أن دبي لن تكشف الجريمة. ولكن شرطة دبي تمكنت حتى من معرفة الشخص الذين ادعوا أنه لاعب تنس. فقد كشف نفسه بجلوسه في اللوبي أكثر من ساعتين ولم يذهب مطلقا لأي أماكن رياضية. وهم لا يتصلون مع بعض لاسلكيا، وإنما يجتمعون.. وهذه كلها أخطاء واضحة تكشف جريمته".

وعن الأجهزة التي استُخدمت في إلقاء القبض على المتهمين، قال خلفان:" تعد دبي ثاني دولة في العالم بعد لندن في استخدام هذه الكاميرات، وكل الصور التي في الجوازات هي صورهم ومطابقة للفيديو تماما، وهي ليست مزورة. فقد دخلوا بها أمريكا. وليس لدي شك في أن كثيرا من هذه الجوازات صحيح.. فقد مروا على دول بهذه الجوازات مسبقا".

وسأله حمدي قنديل بعد ذلك عن مصير العلاقات بين الإمارات وإسرائيل. وهل هناك نية لقطع العلاقات، ومنع الزيارات الرسمية وغير الرسمية من الدخول؟! وهنا رد رئيس الشرطة وقال: فى حالة الزيارات الرسمية هو ضيف دولي، ويكون ذلك في إطار دولي. أما غير الرسمية فليس لدى الزائر مجال أن يتحرك داخل الإمارات. ولكن المشكلة أن يأتي من دول أخرى وهو لديه جنسية مزدوجة.

ثم سأله عن الضغوط التى تعرضت لها التحقيقات، فرد خلفان بوضوح قائلا: وصلت إلينا بعض الإشارات، لكن لم يأتِ لي شيء رسمي بعدم إذاعة التحقيق.

وعلى الرغم من حالة الزهو التي ظهر عليها رئيس شرطة دبي، وهو يعرض حالة ومستوى المؤسسات الأمنية في الإمارات، لكنه لم يستطع أن يجيب على السؤال المهم.. هل النجاح الحقيقي لأية شرطة في العالم، يكمن في أن تتوقع الحادثة وتمنعها؟ أم في الكشف عن الجناة الحقيقيين بعد حدوثها؟

على ما يبدو أننا نكتفي حتى الآن بالكشف عن الجناة. وحمدي قنديل وجدها فرصة مناسبة للعودة ولو على قضية مقتل المبحوح. لكن هل سينتظر قنديل جريمة أخرى لتقديم حلقة إعلامية تكسّر الدنيا!