أغنى رجل في العالم يعود لجذوره اللبنانية نهاد طوباليان من بيروت
2010-03-22
جوزيف فضول/الشرفة -- كارلوس سليم تسلم مجموعة من سكاكين جزين أثناء زيارته الأخيرة للبنان.
|
حملت زيارة رجل الأعمال المكسيكي من أصل لبناني كارلوس سليم إلى مسقط رأس والده بلدة جزين الجنوبية الأمل إلى شبابها.
حيث تعهد سليم بعدم التخلي عنهم ومساعدتهم عبر تقديم كل الدعم والمساعدة لهم في القريب العاجل من خلال مشاريع تسهم في تأمين فرص عمل تبقي الشباب في أرضهم.
سليم، وهو أغنى رجل في العالم بحسب مجلة فوربس، أمضى برفقة نجليه باتريسيو وكارلوس جونيور وعدد من أقاربه أسبوعاً كاملاً في الربوع اللبنانية بدعوة من المؤسسة اللبنانية للانتشار.
في زيارة هي الثانية له بعد 40 عاماً على الأولى، وصل سليم إلى لبنان يوم 11 مارس/آذار والتقى الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري. كما قام بتلبية دعوة البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير لحضور قداس في بكركي، أعقبه غداء على شرفه جمعه ورجلي الأعمال اللبنانيين كارلوس غصن وجيلبر شاغوري.
وقد تطرقت هذه اللقاءات إلى أهمية الاستقرار القانوني والتشريعي في جذب الاستثمارات وتنمية الاقتصاد.
وقد اكتفى سليم بإعطاء النصائح حول كيفية معالجة مشكلة الدين العام انطلاقاً من تجربته الشخصية في إدارة الأعمال، من بينها ضرورة الاستثمار في أعمال البنى التحتية كالاتصالات والطاقة والمياه والكهرباء والمرافئ والمواصلات والمطارات، واعتماد الخصخصة، وضرورة تشجيع الاستثمارات في المشاريع التي من شأنها تأمين فرص عمل للشباب اللبناني، ما يسمح بإعادة إحياء الطبقة المتوسطة.
وشدد سليم على "أهمية العلم والمعرفة وثقافة المعرفة" في أكثر من مناسبة، من ضمنها خلال لقائه الطلاب في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية، حيث حث الحضور على العلم والمضي وراء أحلامهم، والعمل داخل لبنان.
وقد نظم مواطنو جزين استقبالاً حاراً لسليم وعبّروا عن أملهم في أن تستفيد البلدة من زيارته.
المواطن يوسف بشارة رحيم، 80 عاماً، بادر بالقول "لدينا الكثير من الأغنياء من أبناء جزين. وكل ما نتمناه من ابن بلدتنا كارلوس خدمة هذا البلد وجزين"، ليستطرد "نحن لا نستطيع أن نطلب منه ذلك، لكن نتمنى أن يقدم على ذلك انطلاقاً من كرم أخلاقه."
في حين أمل خليل الأسمر، 85 عاماً والذي عرف والد كارلوس خلال زيارته جزين عام 1938، "أن يكون وجه كارلوس خيراً على البلدة." وقال "الله أنعم عليه وأكرمه، فنتمنى أن يكرم على جزين بمشروع ما يؤمن فرص عمل لأبنائنا."
هواجس مسني جزين حول مستقبل أبنائهم بدّدتها بضع كلمات مؤثرة قالها سليم باللغة الإسبانية بعدما شبع نظره بمئات الأشخاص الذين حضروا لاستقباله.
حيث قال "إن الفرح والأمل الذين رأيتهما في عيون الأطفال والشباب أدخلا البهجة والسعادة إلى قلبي. وأريد أن أؤكد لكم أننا يجب أن نعمل معاً يداً واحدة، مقيمين ومغتربين، من أجل نهضة وطننا لبنان وازدهاره، وخصوصاً منطقة جزين العزيزة، من أجل مستقبل أفضل لهؤلاء الأطفال والشباب."
ليعلن لهم "أعاهدكم على أننا سنساعدكم ولن نتخلى عنكم. أعدكم بأننا سنقدم للشباب وأهالي جزين، وفي القريب العاجل، كل الدعم والمساعدة."
وهذا الوعد دفع بالشاب جوليان الأسمر إلى القول لـ"الشرفة" "لديّ سبع شهادات جامعية معلقة على الحائط لأني لا أمارس أي عمل في مجال اختصاصاتي المتعددة كي لا أترك جزين. اليوم، بات لدي أمل بالبقاء في أرضي. وإذا لم يفِ بوعده، سألحقه إلى المكسيك لأعمل في إحدى شركاته."
أما الشاب جاك غانم، فأكد "هذا ما هو مطلوب، لأن جزين بحاجة إلى مشاريع ومؤسسات ومصانع تبقينا فيها، لأننا لا نريد الهجرة."
هذا الجو التفاؤلي رافقته سلسلة من التساؤلات أيضاً من قبل بعض الأهالي الذين يتخوفون من الوعود التي لا تشق طريقها إلى التحقيق، لكن سرعان ما بددها ابنه باتريسيو بقوله "حين يعد والدي بشيء ينفذ. لا أعرف عن أي مشاريع تحدث، فقط هو وحده يعرف ذلك."
وأثناء إقامته في لبنان، ذهب سليم أيضاً إلى بشرّي حيث زار متحف جبران خليل جبران ووعد بالعمل على أرشفة محتويات المتحف إلكترونياً ووضعها على الإنترنت لتكون بتصرف الشباب في العالم.
غادر سليم لبنان محملاً بالهدايا التذكارية، من سكاكين جزين إلى نسخة من كتاب "النبي" وتتويجاً برأس جبران البرونزي من توقيع الفنان رودي رحمه.
ولدى حديثه عن ثروته ضمن البرنامج التلفزيوني "كلام الناس" في لبنان، قال سليم "الثروة نتسلمها وديعة لإدارتها ولن نأخذها معنا حين نغادر هذه الدنيا."
وقال "حين أموت لن آخذ معي شيئا"، مضيفاً "عائلتي هي أهم ما أملك."